الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

قوله تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ }: في " أم " هذه وجهان، أحدهما: أنها منقطعةٌ فتقدَّر بـ " بل " والهمزة، فالتقدير: بل أتقولون افتراه. والضمير في " افتراه " لما يُوحَىٰ. والثاني: أنها متصلة، فقدَّروها بمعنىٰ: أيكتفون بما أوحينا إليك من القرآن أم يقولون إنه ليس من عند اللَّه؟.

قوله: { مِّثْلِهِ } نعت لـ " سُوَر " و " مثل " وإن كانت بلفظ الإِفراد فإنها يُوصف بها المثنى والمجموعُ والمؤنث، كقوله تعالىٰ:أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } [المؤمنون: 47]، ويجوز المطابقةُ قال تعالىٰ:وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ } [الواقعة: 23]، وقال تعالىٰ:ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } [محمد: 38] والهاءُ في " مثلِه " تعود لما يوحي أيضاً، و " مفتريات " صفة لـ " سُوَر " جمع مُفْتراة كمُصْطَفَيات في " مصطفاة " فانقلبت الألفُ ياءً كالتثنية.