الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلآخِرَةِ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }

قوله تعالى: { ذٰلِكَ يَوْمٌ }: " ذلك " إشارةٌ إلى يوم القيامة، المدلولِ عليه بالسياق من قوله: " عذابَ الآخرة ". و " مجموع " صفةٌ لـ " اليوم " جَرَتْ على غير مَنْ هي له فلذلك رَفَعَت الظاهرَ وهو " الناس، وهذا هو الإِعراب نحو، مررت برجلٍ مضروبٍ غلامُه ". وأعرب ابن عطية " الناس " مبتدأ مؤخراً و " مجموع " خبره مقدماً عليه، وفيه ضعف؛ إذ لو كان كذلك لقيل: مجموعون، كما يقال: الناس قائمون ومضروبون، ولا يقال: قائم ومضروب إلا بضعف. وعلى إعرابه يحتاج إلى حذف عائد، إذ الجملةُ صفة لليوم، وهو الهاء في له، أي: الناس مجموع له، و " مشهود " متعيِّنٌ لأن يكونَ صفة فكذلك ما قبله.

وقوله: { مَّشْهُودٌ } من بابِ الاتساعِ في الظرف/ بأنْ جَعَلَه مشهوداً، وإنما هو مشهودٌ فيه، وهو كقوله:
2707 ـ ويومٍ شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً   قليلٌ سوى الطعنِ النِّهالِ نوافلُهْ
والأصل: مشهود فيه، وشَهِدْنا فيه، فاتُّسِع فيه بأنْ وَصَل الفعلُ إلى ضميره من غير واسطة، كما يصل إلى المفعول به. قال الزمخشري: " فإن قلت: أيُّ فائدة في أن أوثر اسمُ المفعول على فِعْله؟ قلت: لِما في اسم المفعول من دلالته على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنَّه لا بد أن يكونَ ميعاداً مضروباً لجمع الناس له، وأنه هو الموصوفُ بذلك صفةً لازمة ".