الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }

قوله تعالى: { وَكَذٰلِكَ }: خبرٌ مقدم، و " أَخْذُ " مبتدأ مؤخر، والتقدير: ومثْلُ ذلك الأَخْذِ اللَّهِ الأمم السالفة أَخْذُ ربك. و " إذا " ظرف مُتَمَحِّض، ناصبُه المصدر قبله وهو قريبٌ مِنْ حكاية الحال، والمسألةُ من باب التنازع فإنَّ الأَخْذَ يَطْلب " القرى " ، و " أَخَذَ " الفعل أيضاً يطلبها، وتكون المسألة من إعمال الثاني للحذف من الأول.

وقرأ أبو رجاء والجحدري: " أَخَذ ربك، إذ أَخَذَ " جَعَلَهما فعلين ماضيين، و " ربُّك " فاعل. وقرأ طلحة بن مصرف كذلك، إلا أنه بـ " إذا " كالعامَّة قال ابن عطية: " وهي قراءةٌ متمكنة المعنىٰ، ولكن قراءة الجماعة تُعْطي الوعيد واستمراره في الزمان، وهو الباب في وَضْع المستقبل مَوْضِعَ الماضي ".

وقوله: { وَهِيَ ظَالِمَةٌ } جملةٌ حالية.

والتَّتْبيب: التَّخْسيرُ يقال: تَبَّبَ غيرُه فتبَّ هو بنفسه، فيُستعمل لازماً ومتعدياً، ومنهتَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [المسد: 1]. وتبَّبْتُه تَتْبِيباً، أي: خَسَّرْته تخسيراً. قال لبيد:
2706 - ولقد بَلِيْتُ وكلُّ صاحبِ جِدَّةٍ   لِبِلىً يعودُ وذاكمُ التَّتْبيبُ