قوله تعالى: { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }: " مِنْ " يجوز أَنْ تكونَ لابتداء الغاية، وأن تكونَ للتبعيضِ، وأن تكونَ لبيان الجنس، ولا بد على هذين الوجهين من تقديرِ مضافٍ محذوف، أي: من أهل السماء. قوله: { أَمْ } هذه " أم " المنقطعة لأنه لم تتقدَّمْها همزةُ استفهام ولا تسوية، ولكن إنما تُقَدَّر هنا بـ " بل " وحدها دونَ الهمزة. وقد تقرَّر أن المنقطعةَ عند الجمهور تُقَدَّر بهما، وإنما لم تتقدَّرْ هنا بـ " بل " والهمزةِ، لأنَّها وقع بعدها اسم استفهام صريح وهو " مَنْ " ، فهو كقوله تعالى:{ أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [النمل: 84]. والإِضرابُ هنا على القاعدةِ المقررة في القرآن أنه إضرابُ انتقالٍ لا إضرابُ إبطالٍ