الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { ثُمَّ نُنَجِّي }: قال الزمخشري: " هو معطوفٌ على كلامٍ محذوف يدلُّ عليه " إلا مثلَ أيامِ الذين خَلَوا من قبلهم " كأنه قيل: نُهْلك الأمم ثم ننجِّي رسلَنا، معطوفٌ على حكايةِ الأحوال الماضية.

قوله: { كَذَلِكَ } في هذه الكاف وجهان، أظهرهُما: أنه في محلِّ نصب تقديرُه: مثلَ ذلك الإِنجاء الذي نَجَّينا الرسلَ ومؤمنيهم ننجي مَنْ آمن بك يا محمد. والثاني: أنها في/ محل رفع على خبر ابتداء مضمر، وقدَّره ابن عطية وأبو البقاء بقولك: الأمر كذلك.

قوله: { حَقّاً } فيه أوجه، أحدها: أن يكون منصوباً بفعل مقدر أي: حَقَّ ذلك حقاً. والثاني: أن يكون بدلاً من المحذوف النائب عنه الكافُ تقديره: إنجاءً مثل ذلك حقاً والثالث: أن يكونَ " كذلك " و " حقاً " منصوبين بـ " نُنْجِ " الذي بعدهما. والرابع: أن يكونَ " كذلك " منصوباً بـ " نُنَجِّي " الأولى، و " حقاً " بـ " نُنْج " الثانية. وقال الزمخشري: " مثلَ ذلك الإِنجاء ننجي المؤمنين منكم ونهلك المشركين، و " حَقّاً علينا " اعتراض، يعني حَقَّ ذلك علينا حقاً ".

وقرأ الكسائي وحفص " نُنْجي المؤمنين " مخففاً مِنْ أَنْجىٰ يقال: أَنْجىٰ ونجَّىٰ كأَبْدَلَ وبَدَّل، وجمهورُ القراء لم ينقلوا الخلافَ إلا في هذا دون قوله:فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } [يونس: 92] ودونَ قوله: { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا }. وقد نقل أبو علي الأهوازي الخلافَ فيهما أيضاً، ورُسِم في المصاحف " نُنْجِ " بجيمٍ دون ياء.