{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ } حظّهم بما كتبوا لهم في اللوح المحفوظ. وقال الحسن والسدي وأبو صلاح: ما كسب لهم من العذاب. وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطيّة: ما سبق لهم من الشقاوة والسعادة. وروى بكر الطويل عن مجاهد في هذه الآية قال: قوم يعملون أعمالا لابد من أن يعملوها ولم يعملوها بعد. قال ابن عباس وقتادة والضحاك: يعني أعمالهم وما كتب عليهم من خير أو شر، فمن عمل خيراً أُجزي به ومن عمل شراً أُجزي به. مجاهد عن ابن عباس قال: هو ما وعدو من خير وشر. عطيّة عن ابن عباس أنّه قال: ينالهم ماكتب لهم وقد كتب لمن يفتري على الله أن وجهه مسود، يدل عليه [قوله تعالى]،{ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } [الزمر: 60]. قال الربيع والقرظي وابن زيد: يعني ما كتب لهم من الأرزاق والأعمال والأعمار فإذا فنيت و[تم خرابها] { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } يقبضون أرواحهم يعني ملك الموت وأعوانه { قَالُوۤاْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ } تعبدون من دون الله { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا } أنشغلوا بأنفسهم { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ } أقروا { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } قالوا: [شهدنا] على أنفسنا [بتبليغ الرسل] وغرّتهم الحياة الدنيا وشهدوا وأقروا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين { قَالَ ٱدْخُلُواْ } يقول الله عزّ وجلّ لهم يوم القيامة ادخلوا { فِيۤ أُمَمٍ } يعني مع جماعات { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ فِي ٱلنَّارِ } يعني كفار الأُمم الماضية { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } في الدين والملة ولم يقل أخاها لأنّه عنى بها الأُمّة فيلعن المشركون المشركين واليهود اليهود، وكذلك النصارى النصارى والمجوس المجوس ويلعن الأتباع القادة يقولون: لعنكم الله أنتم غررتمونا يقول الله عزّ وجلّ { حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا } أي تلاحقوا { جَمِيعاً } قرأ الأعمش: حتّى إذا تداركوا، على الأصل، وقرأ النخعي: حتّى إذا أدركوا، مثقلة الدال من غير ألف أراد فنقلوا من الدرك. { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ } قال مقاتل: يعني أُخراهم دخولاً للنار وهم الأتباع، { لأُولاَهُمْ } دخولاً وهم القادة. قال ابن عباس: (أُخراهم) يعني آخر الأُمم، (لأولاهم) يعني أوّل الأُمم، وقال السدي: أُخراهم يعني الذين كانوا في آخر الزمان. (لأولاهم) يعني الذين شرعوا لهم ذلك الدين { رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا } عن الهدى. يعني الفساد { فَآتِهِمْ } أي فأعطاهم { عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ } أي مضعفاً من النار { قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ } من العذاب { وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } حتّى يحل بكم { وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } لأنّكم كفرتم كما كفر به ونحن وأنتم في الكفر شرع سواء وفي العذاب أيضاً { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ } قرئ بالياء والياء والتشديد والتخفيف جميعاً { لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } يعني لأرواحهم وأعمالهم لأنّها خبيثة فلا يصعد بل تهوى بها إلى [سجن] تحت الصخرة التي تحت الأرضين.