الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ } * { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }

{ وَوَهَبْنَا لَهُ } لإبراهيم { إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا } وفقنا وأرشدنا { وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ } إبراهيم وولده { وَنُوحاً هَدَيْنَا } يعني ومن داود ونوح لأن داود لم يكن من ذرية إبراهيم وهو داود بن أيشا { دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ } يعني إبنه { وَأَيُّوبَ } وهو أيوب بن [أموص بن رانزخ بن] روح ابن عيصا بن إسحاق بن إبراهيم { وَيُوسُفَ } وهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الذي قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم " { وَمُوسَىٰ } وهو موسى بن عمران بن (صهر بن فاعث بن لادي) بن يعقوب.

وهارون وهو أخو موسى أكبر منه بسنة { وَكَذَلِكَ } أي كما جزينا إبراهيم على توحيده وثباته على دينه بأن رفعنا درجته ووهبنا له أولاداً أنبياء أتقياء { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } على إحسانهم { وَزَكَرِيَّا } وهو زكريا بن أزن بن بركيا { وَيَحْيَىٰ } وهو إبنه { وَعِيسَىٰ } وهو إبن مريم بنت عمران بن أشيم بن أمون بن حزقيا { وَإِلْيَاسَ }.

واختلفوا فيه، فقال عبد اللّه بن مسعود: هو إدريس مثل يعقوب وإسرائيل.

وقال غيره: هو إلياس بن بستي بن فنخاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبي اللّه (عليه السلام) وهو [النصيح] لأن اللّه تعالى نسب في هذه الآية الناس إلى نوح وجعله من ذريته ونوح هو إبن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ وهو إدريس ومحال أن يكون جدّ أبيه منسوباً إلى أنه من ذريته و { كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } يعني الأنبياء والمؤمنين { وَإِسْمَاعِيلَ } وهو إبن إبراهيم { وَٱلْيَسَعَ } وهو اليسع بن إخطوب بن العجون { وَيُونُسَ } وهو يونس بن متى { وَلُوطاً } وهو لوط بن هارون أو ابن أخي إبراهيم (عليه السلام) { وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } يعني عالمي زمانهم { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ } اختبرناهم واصطفيناهم { وَهَدَيْنَاهُمْ } سددناهم وأرشدناهم، { إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ } يعني ولو أشرك هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم بربهم تعالى ذكره فعبدوا معه غيره { لَحَبِطَ عَنْهُمْ } بطل عنهم وذهب عنهم { مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } يعني تلك الكتب { وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ } يعني قريشاً { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } يعني الأنصار وأهل المدينة.

وقال قتادة: يعني الأنبياء الثمانية عشر الذين قال اللّه عز وجل { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } بسنّتهم وسيرتهم اقتده الهاء فيه هاء الوقف { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } جعلا ورزقاً { إِنْ هُوَ } ما هو يعني محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ ذِكْرَىٰ } عظة { لِلْعَالَمِينَ * وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي ما عظموا اللّه حق عظمته.

السابقالتالي
2