{ وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ } في التوحيد والنبوة { فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا } بالعهد { بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ألا وهو الخصومات والجدال في الدين. قال معاوية بن قرة: الخصومات في الدين تحبط الأعمال واختلفوا في المعنى بالهاء والميم في قوله { بَيْنَهُمُ }. فقال مجاهد وقتادة والسدّي وابن زيد: يعني بين اليهود والنصارى. وقال ابن زيد: كما تغري بين البهائم. وقال الربيع: هم النصارى وحدها، وذلك راجع إلى فرق النصارى النسطورية واليعقوبية والملكية،{ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } [الزخرف: 67] { وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } في الآخرة ويجازيهم به وهذا وعيد من اللّه تعالى { يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } التوراة والإنجيل مثل صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } ويترك أخذكم بكثير ممّا تخفون { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم { وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } بيّن، وقيل: مبيّن وهو القرآن { يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ } مجاهد وعبيد بن عمير ومسلم بن جندب: يهدي به اللّه بضم الهاء على الأصل لأن أصل الهاء الضمة، وقرأ الآخرون بكسر الهاء إتباعاً. { مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ } رضاه ومعنى رضاه بالشيء قبوله ومدحه له فأثابه عليه وهو خلاف السخط والغضب { سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ } لطرف السلم وهو الله تعالى وسبيله دينه الذي شرع لعباده وبعث به رسله { وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } أي من ظلام الكفر إلى نور الإيمان { بِإِذْنِهِ } بتوفيقه وهدايته وإرادته ومشيئته { وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي من يطيق أن يدفع من أمر الله شيئاً فيرده إذا قضاء، وهو من قول القائل: ملكت على فلان أمره إذا ضلّ لا يقدر أن ينفّذ أمراً. الآية { إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } ولم يقل: وما بينهنّ لأنّ المعنى: وما بين هذين النوعين من الأشياء { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.