الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } * { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } * { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }

{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً } لا يدفع ابن عم عن ابن عمه ولا صديق عن صديقه.

{ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّه } إختلف النحاة في محل { مَن } فقال بعضهم: محله رفع بدلاً من الاسم المضمر في ينصرون، وإن شئت جعلته ابتداء وأضمرت خبره، يريد { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ } فنغني عنه ونشفع له، وإن شئت جعلته نصباً على الإستثناء والإنقطاع، عن أول الكلام يريد اللَّهُم { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ }.

{ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ * إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } الفاجر وهو أبو جهل بن هشام.

أنبأني عقيل بن حمد، خبرنا المعافا بن زكريا، أخبرنا محمد بن جرير، حدثني أبو السائب، حدثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، قال: كان أبو الدرداء يقريء رجلاً { إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فلما أكثر عليه أبو الدرداء فرآه لا يفهم. قال: قل إِنَّ شجرت الزقوم طعام الفاجر.

{ كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي } بالياء ابن كثير وحفص، ورُوَيس جعل الفعل غيرهم بالتاء لتأنيث الشجرة. { في البُطُونِ كَغَليّ الحَمِيمِ خُذُوهُ } يعني الأَثيم. { فَٱعْتِلُوهُ } فادخلوه وادفعوه وسوقوه الى النّار. يقال: عتله يعتله عتلاً إذا ساقه بالعنف والدفع والجذب. قال الفرزدق:
ليس الكرام بناحليك أباهم   حتّى تردَّ إلى عطية تُعْتَل
أي ساق دفعاً وسحباً، وفيه لغتان: كسر التاء، وهي قراءة أبي جعفر وأبي مرو وأهل الكوفة، وضمها وهي قراءة الباقي.

{ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } وهو الماء الّذي قال الله تعالى:يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } [الحج: 19] ثمّ يقال له: { ذُقْ } هذا العذاب. { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ } في قومك. { ٱلْكَرِيمُ } بزعمك، وذلك إنّ أبا جهل. قال: ما بين حبليها رجل أعز ولا أكرم مني. فيقول له الخزنة هذا على طريق الإستخفاف والتحقيق.

وقراءة العامة إنّك بكسر الألف على الابتداء، وقرأ الكسائي بالنصب على معنى لأنّك.

{ إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } تشكون ولا تؤمنون به فقد لقيتموه فذوقوه.

{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } قرأ أهل المدينة والشام بضم (الميم) من المقام على المصدر أي في إقامة، وقرأ غيرهم بالفتح أي في مكان كريم.

{ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ } وهو ما رَقَّ من الديباج. { وَإِسْتَبْرَقٍ } وهو ما غلظ منه معرّب. { مُّتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ } وكما أكرمناهم بالجنان والعيون واللباس كذلك أكرمناهم بأن. { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ } وهي النساء النقيات البياض، قال مجاهد: يحار فيهن الطرف من بياضهنّ وصفاء لونهنّ، بادية سوقهنّ من وراء ثيابهنّ، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون.

السابقالتالي
2