{ ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ } تبطرون وتأمرون { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } تفخرون وتختالون وتنشطون { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ * فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب في حياتك { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل أن يحل بهم ذلك { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ } خبرهم في القرآن { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ * ٱللَّهُ ٱلَّذِي } تحق له العبادة هو الذي { جَعَلَ } خلق { لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ } في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ } تحمل أثقالكم في أسفاركم من بلد إلى بلد { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } نظيره{ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } [الإسراء: 70].
{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ * أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } يعني مصانعهم وقصورهم { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم } أيّ لم ينفعهم { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } وقيل: هو بمعنى الإستفهام، ومجازه: أي شيء أغنى عنهم كسبهم.
{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ } يعني الأُمم { بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ }.
قال مجاهد: قولهم نحن أعلم منهم لن نعذب ولن نبعث، وقيل: أشروا بما عندهم من العلم، بما كان عندهم أنه علم وهو جهل.
وقال الضحاك: رضوا بالشرك الذي كانوا عليه.
وقال بعضهم: هو الفرح راجع إلى الرسل يعني فرح الرسل بما عندهم من العلم بنجاتهم وهلاك أعدائهم.
{ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } أيّ تبرأنا ممّا كنا نعدل بالله { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } عذابناً { سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي } في نصبها ثلاثة أوجه أحدها: بنزع الخافض أيّ كسنّة الله.
والثاني: على المصدر، لأن العرب تقول سنَّ يسنّ سّناً وسنّة.
والثالث: على التحذير والأغراء، أي احذروا سنّة الله كقوله: (ناقة الله وسنّة الله).
{ قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } وهي أنهم إذا عاينوا عذاب الله لم ينفعهم أيمانهم { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ } بذهاب الدارين.