الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ } * { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } * { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } * { وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } * { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } * { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } * { مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ }

{ صۤ } قرأ العامة بالجزم، واختلفوا في معناه.

فقال الكلبي: عن أبي صالح، سُئل جابر بن عبد الله وابن عباس عن { صۤ } فقالا: لا ندري.

وقال عكرمة: سأل نافع الأزرق عبد الله بن عباس عن { صۤ } فقال: كان بحراً بمكّة وكان عليه عرش الرّحمن، إذ لا ليل ولا نهار.

سعيد بن جبير: { صۤ } بحر يُحيي الله به الموتى بين [النفختين].

الضحّاك: صدق الله. مجاهد: فاتحة السّورة. قتادة: اسم من أسماء القرآن. السدّي: قسم أقسم الله سبحانه وتعالى به، وهو اسم من أسماء الله عزّ وجلّ. وهي رواية الوالبي عن ابن عبّاس.

محمد بن كعب القرظي: هو مفتاح أسماء الله، صمد، وصانع المصنوعات، وصادق الوعد.

وقيل: هو اسم السّورة، وقيل: هو إشارة إلى صدود الكفّار من القرآن. وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق: صاد بخفض الدّال، من المصادّاة، أي عارض القرآن بعملك وقابله به، واعمل بأوامره، وانته عن نواهيه.

وقرأ عيسى بن عمر صاد بفتح الدّال، ومثلهُ قاف ونون، لإجتماع السّاكنين، حرّكها إلى أخف الحركات.

وقيل: على الإغراء.

وقيل في { صۤ }: إنّ معناه صاد محمّد قلوبَ الخلق واستمالها حتّى آمنوا به.

{ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ } قال ابن عباس ومقاتل: ذي البيان.

الضحاك: ذي الشرف، دليله قوله عزّ وجل:وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } [الزخرف: 44].

وقيل: ذي ذكر الله عزّ وجلّ.

واختلفوا في جواب القسم، فقال قتادة: موضع القسم قوله: { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كما قال سبحانه:قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوۤاْ } [ق: 1 - 2]. وقال الأخفش جوابه قوله: { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ } كقوله عزّ وجل:تَٱللَّهِ إِن كُنَّا... } [الشعراء: 97] وقوله:وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } [الطارق: 1]إِن كُلُّ نَفْسٍ } [الطارق: 4]. وقيل: قوله: { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ }.

وقال الكسائي: قوله: { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ }.

وقيل: مقدم ومؤخر تقديره { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } { وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ }.

وقال الفراء: { صۤ } معناها وجب وحقّ، فهي جواب لقوله { وَٱلْقُرْآنِ } كما تقول: [نزل] والله.

وقال القتيبي من قال جواب القسم { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } قال: " بل " إنما تجيء لتدارك كلام ونفي آخر، ومجاز الآية أن الله أقسم ب { صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ * بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } ويعني حمية جاهلية وتكبر.

{ وَشِقَاقٍ } يعني خلاف وفراق.

{ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ } بالأيمان والاستغاثة عند نزول العقوبة وحلول النقمة بهم.

{ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } وليس بوقت فرار ولا بر.

وقال وهب: { وَّلاَتَ } بلغة السريانية إذا أراد السرياني أن يقول وليس يقول: ولات. وقال أئمة أهل اللغة: { وَّلاَتَ حِينَ } مفتوحتان كأنّهما كلمة واحدة، وإنّما هي " لا " زيدت فيها التاء كقولهم: رُبّ ورُبَّت، وثمَّ وثمَّت.

السابقالتالي
2 3