الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ ٱللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } * { قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } * { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ }

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } حظاً من التوراة.

{ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ ٱللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } ، فقد علمهم أنَّها في التوراة.

{ وَهُمْ مُّعْرِضُونَ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ }: أي فكيف يصنعون { لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ }: وهو يوم القيامة.

{ وَوُفِّيَتْ }: ذكرت.

{ كُلُّ نَفْسٍ }: برَّ أو فاجر.

{ مَّا كَسَبَتْ }: أي جزاء ما عملت من خير أو شر.

{ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }: لا ينقصون من حسناتهم ولا يُزداد على سيئاتهم.

روى الضحاك عن ابن عباس، قال: " أوَّل راية تُرفع لأهل الموقف ذلك اليوم من رايات الكفار راية اليهود، فيقمعهم اللَّه على رؤوس الاشهاد ثم يأمر بهم الى النار ".

{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ } ، قد روى الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): " إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: " لما أراد اللَّه أنْ ينزّل فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و { شَهِدَ ٱللَّهُ } ، و { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ }... إلى { بِغَيْرِ حِسَابٍ } تعلقن بالعرش، وليس بينهن وبين اللَّه حجاب، وقلن: يا رب تهبطنا دار الذنوب وإلى من يعصيك ونحن متعلقات بالطيور والعرش. فقال تعالى: وعزَّتي وجلالي ما من عبد قرأكنَّ في دبر كل صلاة مكتوبة إلاَّ أسكنتهُ حظيرة القدس على ما كان فيه، وإلاّ نظرتُ له بعيني في كل يوم سبعين مرة، وإلاَّ قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلاَّ أعذته من كل عدو ونصرته عليه، ولا يمنعه دخول الجنة إلاَّ الشرك ".

وقال معاذ بن جبل: " أحتبستُ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوماً لم أصلِّ معهُ الجمعة. فقال: يا معاذ ما منعك من صلاة الجمعة؟ قلت: يا رسول اللَّه كان ليوحنا اليهودي عليَّ أوقية (من تبر)، وكان على بابي يرصدني، فأشفقت أن يحبسني دونك. فقال: " أتحب يا معاذ أنْ يقضي اللَّه دينك؟

قلت: نعم يا رسول اللَّه. قال: قل { ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ }.. إلى قوله: { بِغَيْرِ حِسَابٍ } ، وقل: " يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها تُعطي منها ما تشاء وتمنع منها ما تشاء، أقضِ عني دَيني. فإنْ كان عليك ملىء الأرض ذهباً قضاهُ اللَّه عنك " ".

قال قتادة: " ذُكر لنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه أنْ يجعل مُلك فارس والروم في أمته، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية. " وقال ابن عباس، وأنس بن مالك:

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9