الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤمۤ } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } * { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } * { مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر الزبير، ومحمد بن مروان عن الكلبي، وعبد اللّه بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع بن أنس، قالوا: نزلت هذه في وفد نجران، وكانوا ستين راكباً قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم، وفي الاربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم العاقب، وهو أميرهم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدَّرون عن رأيه، واسمهُ عبد المسيح. والسيَّد (عالمهم) وصاحب رحلهم واسمه (الأيْهم ويقال: شرحبيل) وأبو حارثة بن علقمة الذي يعتبر حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم، وكان قد شرف فيهم ودرَّس كهنتهم من حسن عمله في دينهم، وكانت ملوك الروم قد شرّفوه (وموّلوه وبنو له) الكنائس لعلمه واجتهاده.

فقدموا على رسول اللّه المدينة ودخلوا مسجدهُ حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرة وأردية مكفوفة بالحديد، في جمال رجال بلحرث بن كعب، يقول بعض مَن رآهم من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم: ما رأينا وفداً مثلهم!

وقد حانت صلاتهم فقاموا وصلَّوا في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم وصلَّوا الى المشرق.

فكلَّم السيد والعاقب رسوال اللّه. فقال رسوال اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم: أسلمنا. قالا: قد أسلمنا قبلك، قال: كذبتما؛ يمنعكما من الإسلام (ادَّعاءكما) لله ولداً، وعبادتكما الصليب، وأكلكما الخنزير.

قالا: إن لم يكن ولد لله فمن (أبيه) وخاصموه جميعاً في عيسى عليه السلام، فقال لهما النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إنّه لا يكون ولد إلاّ وشبه أباه. قالوا: بلى، قال: ألستم) تعلمون أن ربَّنا حيٌ لا يموت وإنَّ عيسى يأتي عليه الفناء؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أنَّ ربَّنا قيّم على كل شيء يحفظه ويرزقه؟ قالوا: بلى. قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً؟ قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون إن اللّه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟ قالوا: بلى.

قال: فهل يعلم عيسى من ذلك إلاّ ما عُلَّم؟

قالوا: لا.

قال: فإنّ ربَّنا صوَّر عيسى في الرحم كيف شاء وربّنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث؟ قالوا: بلى قال: ألستم تعلمون إنّ عيسى حملتهُ أمهُ كما تحمل المرأة، ثم وضعتهُ كما تضع المرأة حملها، ثم غذي كما يغذى الصبي، وكان يُطعم ويشرب ويُحدث، قالوا: بلى. قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ فسكتوا.

فأنزل اللّه تعالى فيهم صدر سورة آل عمران الى بضع وثمانين آية منها.

فقال عزَّ من قائل: { الۤمۤ } قرأ ابن جعفر بن زبير القعقاع المدني { ا ل م } مفصولاً، ومثلها جميع حروف التهجَّي المُفتح بها السور.

وقرأ ابن جعفر الرواسي والاعشى والهرحمي: { الۤمۤ ٱللَّهُ } مقطوعاً والباقون موصولاً مفتوح الميم.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7