الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ }

{ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ } وَجَب العذاب والسخط { عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } قراءة العامة بالتشديد من التكلم وتصديقهم، وقرأ أُبيّ: تنبئهم.

قال السدي: تكلّمهم ببطلان الاديان سوى دين الإسلام، وقرأ أبو رجاء العطاردي: تكلمهم بفتح التاء وتخفيف اللام من الكلم وهو الحرج أي تسمهم.

قال أبو الجوزاء: سالت ابن عباس عن هذه الآية يكلّمهم أو تكلمهم فقال: كل ذلك يفعل تكلم المؤمن ويكلم الكافر. { أَنَّ ٱلنَّاسَ } قرأ ابن أبي إسحاق وأهل الكوفة بالنصب وقرأ الباقون بالكسر.

{ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ } قبل خروجها.

ذكر الأخبار الواردة في صفة دابّة الأرض وكيفية خروجها

أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن حامد الأصبهاني قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، قال حدثنا عبد الله بن محمّد بن رسموية قال: قال: حدثنا الحكم بن بشير بن سليمان، عن عمرو بن قيس الملائي، عن عطية، عن ابن عمروَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } [النمل: 82] قال: حين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر.

وأخبرنا عبد الله بن حامد الأصفهاني عن أحمد بن عبد الله بن سليمان قال: أخبرني ابو عبد الله بن فنجويه قال: أخبرنا أبو بكر خرجة حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي عن ميثم بن ميناء الجهني عن عمرو بن محمد العبقري عن طلحة بن عمرو عن عبد الله بن عمير الليثي عن أبي شريحة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجاً بأقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة- ثم يمر زمناً طويلاً ثم تخرج خرجة أخرى قريباً من مكة فيفشو ذكرها بالبادية ويدخل ذكرها القرية - يعني مكة - فبينا الناس يوماً في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها على الله سبحانه - يعني المسجد الحرام - لم ترعهم إلاّ وهي في ناحية المسجد تدنو تدنو كذا ما بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك فيرفض الناس عنهم وتثبت لها عصابة عرفوا أنّهم لم يعجزوا الله فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدريّة ثم ولّت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب، حتى أن الرجل ليقوم فيتعوّذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلّي، فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه، ويتجاور الناس في ديارهم ويصلحون في أسفارهم ويشتركون في الأموال يُعرف الكافر من المؤمن فيقال: للمؤمن يا مؤمن وللكافر يا كافر ".


السابقالتالي
2 3