{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } وهي الفعلة القبيحة الشنيعة { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } أنّها فاحشة، وقيل: يرى بعضكم بعضاً. كانوا لا يتستّرون عتوّاً منهم وتمرّداً { أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } من أدبار الرجال، يقولونه استهزاءً منهم بهم { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } وأهله { قَدَّرْنَاهَا } قضينا عليها أنها { مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي الباقين في العذاب وقال أهل المعاني: معنى { قَدَّرْنَاهَا } جعلناها { مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } وإنّما قال ذلك لأنّ جرمها على مقدار جرمهم، فلمّا كان تقديرها كتقديرهم في الشرك والرضى بأفعالهم القبيحة، جرت مجراهم في إنزال العذاب بها { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم } أي على شذّادها { مَّطَراً } وهو الحجارة { فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ * قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } قال الفرّاء: قيل للوط: { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } على هلاك كفار قومي. وقال الباقون: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني و { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } على هلاك كفّار الأُمم الخالية، وقال مقاتل: على ما علّمك هذا الأمر. الآخرون: على جميع نعمه. { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } لرسالاته وهم الأنبياء(عليهم السلام)، عن مقاتل دليله قوله:{ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الصاقات: 181] وأخبرني عبدالله بن حامد قال: أخبرنا السدي. قال: حدّثنا أحمد بن نجدة. قال: حدّثنا الحماني. قال: حدّثنا الحكم بن طهر، عن السدّي، عن أبي مالك، عن ابن عباس { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } قال: أصحاب محمّد(عليه السلام). وأخبرني عبدالرحيم بن إبراهيم بن محمّد العدل بقراءتي عليه، قال: أخبرني عبدالله بن محمّد بن مسلم، فيما أجازه لي أنّ محمّد بن إدريس حدّثهم، قال: حدّثنا الحميدي. قال: سمعت سفيان سُئل عن { عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } قال: هم أصحاب محمّد. وقال الكلبي: هم أُمّة محمّد اصطفاهم الله لمعرفته وطاعته، ثمّ قال إلزاماً للحجّة: { ءَآللَّهُ } القراءة بهمزة ممدودة وكذلك كلّ إستفهام فيه ألف وصل، مثل قوله: (آلذين وآلآن) جعلت المدّة علماً بين الاستفهام والخبر، ومعنى الآية: الله الذي صنع هذه الأشياء { خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } من الأصنام، وقرأ عاصم وأهل البصرة (بالياء)، الباقون (بالتاء)، وكان النبي (عليه السلام) إذا قرأ هذه الآية قال: «بل الله خيرٌ وأبقى وأجلّ وأكرم».