الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ } * { وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } * { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } * { رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ }

قرأ أبو الشعثا جابر بن زيد: { إِبْرَاهِيمَ } ربه إبراهيم رفعاً وربه نصباً على معنى سأل ودعا فقيل له ومن اين لك هذا؟ فقال: اقرأنيه ابن عباس. وهذا غير قوي لأجل الباء في قوله { بِكَلِمَاتٍ } وقرأ الباقون بالنصّب، وجعلوا معنى الأبتلاء الأختيار والامتحان في الأمر، وهو الصحيح، وفي { إِبْرَاهِيمَ } أربع لغات: قرأ ابن الزبّير: ابرهام بألف واحد بين الهاء والميم، وقرأ أبو بكر إبراهم وكان زيد بن عمر يقول في صلاته: إني عذت بما عاذ به إبراهيم، إذ قال:
إني لك اللهم عان راغم   
وقرأ عبد الله بن عامر اليحصبي: ابراهام بألفين، وقرأ الباقون: إبراهيم [... قال يحيى بن سعيد] الأنصاري: أقرأ ابراهام وابراهيم. فأن الله عزّ وجلّ أنزلهما كما أنزل يعقوب واسرائيل، وعيسى والمسيح ومحمّداً وأحمد.

الربيع ابن عامر: مصحفة مكتوب في مصاحف أهل الشام إبراهام بالألف وفي غيرها بالياء.

وإبراهيم إسم أعجمي ولذلك لا يجري وهو إبراهيم بن نازح بن ناحور بن ساروخ بن ارخوا بن فالغ بن منابر بن الشالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح. فاختلفوا في مسكنه، فقال بعضهم: كان [بكشكر،] وقال قوم: حرّان؛ ولكن أباه نقله إلى بابل أرض نمرود بن كنعان واختلفوا في الكلمات التي ابتلى إبراهيم عليه السلام: عن ابن عبّاس: هي ثلاثون سهماً، وهي شرائع الأسلام، ولم يبتل أحد بهذا الدّين كلّه فأقامه كلّه إلاّ إبراهيم (عليه الصلاة والسلام).

{ فَأَتَمَّهُنَّ } فكتب له البراءة. فقال:وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } [النجم: 37] وهي عشرة في براءةٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ } الآية [التوبة: 112] وعشرة في الأحزابإِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } الآية [الأحزاب: 35]، وعشرة في المؤمنينسَأَلَ سَآئِلٌ } [المعارج: 1]قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [المؤمنون: 9]، وقولهإِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } [المعارج: 22].

وروى طاووس عن ابن عبّاس قال: إبتلاه بعشرة أشياء هي من الفطرة والطّهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد فالتّي في الرأس قصّ الشارب والمضمضة والاستنشاق والسّواك وفرق الرأس، والّتي في الجسد: تقليم الأظافر ونتف الأبط وحلق العانة والختان والاستنجاء بالماء.

مجاهد: هي الآيات الّتي في قوله: { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } إلى آخر القصّة.

الربيع وقتادة: مناسك الحج.

الحسن: ابتلاه بسبعة أشياء إبتلاه بالكواكب والقمر والشمس فأحسن في ذلك وعلم أنّ ربّه دائم لا يزول وإبتلاه بالنّار فصبر على ذلك، وإبتلاه بذبح ابنه فصبر على ذلك وبالختان فصبر على ذلك وبالهجرة فصبر عليه.

سعيد بن جبير: هي قول إبراهيم وإسماعيل حين يرفعان البيت { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ } [البقرة: 127] فرفعاه بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر.

يمان: هي محاجّة قومه قال الله:وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ } إلى قوله تعالىوَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ } [الأنعام: 80-83].

أبو روق: هي قوله عليه السلامٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ }

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8