الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } * { قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً } * { مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً } * { وَيُنْذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } * { مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً } * { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } * { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } * { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً }

{ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ }: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيّماً مستقيماً. قال ابن عباس: عدلاً. الفرّاء: قيّماً على الكتب كلّها ناسخاً لشرائعها. { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }: مختلفاً { لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً } أي لتنذركم بأساً شديداً { مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً } وهي الجنّة.

{ مَّاكِثِينَ }: مقيمين { فِيهِ أَبَداً * وَيُنْذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً * مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً } نصب على التمييز والقطع، قديره: كبرت الكلمة كلمةً، { تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ }: ما يقولون { إِلاَّ كَذِباً }.

{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ }: قاتل نفسك { عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ }: القرآن { أَسَفاً }: حزناً وجزعاً وغضباً.

{ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ } من كل شيء { زِينَةً لَّهَا } ، قال الضحّاك من الزاكية خاصّة زينة لها { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } أي أزهد فيها.

{ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً }: مستوياً { جُرُزاً }: يابساً أملس لا تنبت شيئاً.