الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) مصنف و مدقق


{ سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ } * { وَآتَيْنَآ مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً } * { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً }

{ سُبْحَانَ ٱلَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً }.

" عن طلحة بن عبيد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير سبحان الله. قال: تنزيه الله عن كل سوء " ويكون سبحان بمعنى التعجب.

قال الأعشى:
أقول لما جاءني فخر   سبحان من علقمة الفاخر
وفي بعض الحديث تفسير سبحان الله: براءة الله من السوء.

فالآية متضمنة للمعنين جميعاً.

{ مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ }. اختلفوا فيه: قال بعضهم: كان اسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد مكة.

يدل عليه ماروى قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينما أنا في المسجد الحرام في الحجر عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني جبرئيل بالبراق.. " وذكر حديث المعراج.

وقال الآخرون: عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من دار أم هاني بنت أبي طالب أخت علي (رضي الله عنه) وزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي.

وقالوا: معنى قوله { مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } من الحرم، لأن الحرم كله مسجد.

يدل عليه ماروى الكلبي عن أبي صالح عن باذان " عن أم هاني بنت أبي طالب أنها كانت تقول: ما أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة فصلى في بيتي العشاء الآخرة فصليت معه، ثمّ قمت فنمت وتركته في مصلاه فلم انتبه حتّى أنبهني لصلاة الغداة، قال: " قومي يا أم هاني أُحدثك العجب ".

فقلت: كل حديثك العجب بأبي أنت وأمي فقام وصلى الغداة فصليت معه فلما إنصرف قال: " يا أم هاني لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بعد نومك ثمّ أتاني جبرئيل وأنا في مُصلاي هذا فقال: يا محمّد أخرج فخرجت إلى الباب فإذا بملك راكب على دابة فقال لي: اركب فركبت فسارت بي إلى بيت المقدس، فإذا أتيت على واد طالت يدا الدابة وقصرت رجلاها، فإذا أتيت على عقبة طالت رجلاها وقصرت يداها حتّى إذا أنتهيت إلى بيت المقدس فصليت فيه ثمّ صليت صلاة الغداة معكم الآن كما تروني " ".

قال مقاتل: كانت ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة.

{ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى } يعني بيت المقدس، سمّي أقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار { ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } بالماء والأنهار والأشجار والثمار.

وقال مجاهد: سمّاه مباركاً لأنه مَقَرّ الأنبياء، وفيه مهبط الملائكة والوحي، وهو الصخرة، ومنه يحشر الناس يوم القيامة.

{ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ } عجائب أمرنا { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ }.

وأما حديث المسرى، فأقتصرت به على الأخبار المأثورة المشهورة دون المناكير والأحاديث الواهية الأسانيد وجمعتها على نسق واحد مختصر، ليكون أعلى في الاستماع وأدنى إلى الانتفاع، وهو ما ورى الزهري عن ابن سلمة بن عبد الرحمن قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى السدي عن محمّد بن السائب عن باذان عن ابن عبّاس عن النبي صلى الله عليه وسلم دخل كلام بعضهم في بعض قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3 4 5 6