{ يَـۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني صدقوا بتوحيد الله عز وجل، { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ، ولا تعصوه في الجهرة، { وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ } [آية: 119] في إيمانهم، وقد أخبر عن الصادقين، فقال:{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } [الحجرات: 15].
ثم ذكر المؤمنين الذين لم يتخلفوا عن غزاة تبوك، فقال: { مَا كَانَ لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ } ، عن غزاة تبوك، { وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ } ، يعني عطشاً، { وَلاَ نَصَبٌ } ، يعني ولا مشقة في أجسادهم، { وَلاَ مَخْمَصَةٌ } ، يعني الجوع والشدة، { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً } ، من سهل، ولا جبل، { يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ } من عدوهم، { نَّيْلاً } من قتل فيهم، أو غارة عليهم، { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [آية: 120]، يعني جزاء المحسنين، ولكن يجزيهم بإحسانهم.
{ وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً } في سبيل الله، { صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً } ، يعني قليلاً ولا كثيراً، { وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً } من الأودية مقبلين ومدبرين، { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا } ، يعني الذي { كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [آية: 121].