الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } * { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } * { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } * { كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } * { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } * { كِرَاماً كَاتِبِينَ } * { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } * { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } [آية: 6] نزلت في أبى الأشدين، أسمه أسيد بن كلدة، وكان أعور شديد البطش، فقال: لئن أخذت بحلقة من باب الجنة ليدخلنها بشر كثير، ثم قتل يوم فتح مكة، يعني غره الشيطان. ثم قال: { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } [آية: 7] يعني فقومك { فِيۤ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } [آية: 8] يعني لو شاء ركبك في غير صورة الإنسان.

{ كَلاَّ } لا يؤمن هذا الإنسان بمن خلقه وصوره، ثم قال: { بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } [آية: 9] يعني الحساب { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } [آية: 10] من الملائكة يحفظون أعمالكم ثم نعتهم، فقال: { كِرَاماً } يعني مسلمين { كَاتِبِينَ } [آية: 11] يكتبون أعمال بنى آدم بالسريانية، فبأى لسان تكلم ابن آدم؟ فإنه إنما يكتبونه بالسريانية والحساب بالسريانية، وإذا دخلوا تكلموا بالعربية على لسان محمد صلى الله عليه وسلم { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [آية: 12] من الخير والشر فيكتبون { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } يعني المطيعين لله في الدنيا { لَفِي نَعِيمٍ } [آية: 13] يعني نعيم الآخرة.

{ وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ } يعني الظلمة في الدنيا { لَفِي جَحِيمٍ } [آية: 14] يعني النار يعني ما عظم منه { يَصْلَوْنَهَا } يصلون الجحيم { يَوْمَ ٱلدِّينِ } [آية: 15] يعني يوم الحساب يوم يدان بين العباد بأعمالهم { وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } [آية: 16] يعني الفجار محضرون الجحيم لا يغيبون عنها.

ثم قال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } [آية: 17] تعظيماً له، كرره، فقال: { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } [آية: 18] يعني يوم الحساب، ثم أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عن يوم الدنيا، فقال: { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ } يعني لا تقدر { نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً } يعني من المنفعة، ثم قال: { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [آية: 19] يعني يوم الدين كله لله وحده، يعني لا يملك يومئذ أحد غيره، وحده.