الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } * { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

{ وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله، { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } فى الميراث والنصرة، { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ } ، أى إن لم تنصروهم على غير أهل عهدكم من المشركين فى الدين، { تَكُنْ فِتْنَةٌ } ، يعني كفر، { فِي ٱلأَرْضِ وَ } يكن { وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [آية: 73] فى الأرض.

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني صدقوا بتوحيد الله، { وَهَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة، { جَاهَدُواْ } العدو { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يعنى في طاعة الله، فهؤلاء المهاجرون، وإنما سموا المهاجرين؛ لأنهم هجروا قومهم من المشركين، وفارقوهم إذ لم يكونوا على دينهم، قال { وَٱلَّذِينَ آوَواْ } ، يعني ضموا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنفسهم بالمدينة، { وَّنَصَرُوۤاْ } النبى صلى الله عليه وسلم فهؤلاء الأنصار، ثم جمع المهاجرين والأنصار، فقالوا: { أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ، يعني المصدقين { حَقّاً لَّهُمْ } بذلك { مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [آية: 74]، يعني رزقاً حسناً فى الآخرة، وهي الجنة.