الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

قوله: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } ، يعنى صدقوا بتوحيد الله عز وجل: { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فى أمر الغنيمة، { وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ } ، يعنى ولا تعرضوا عنه، يعنى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } [آية: 20] المواعظ.

ثم وعظ المؤمنين، فقال: { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا } الإيمان { وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } [آية: 21]، يعنى المنافقين.

ثم قال: { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ } عن الإيمان، { البُكُمُ } ، يعنى الخرس لا يتكلمون بالإيمان ولا يعقلون، { ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } [آية: 22]، يعنى ابن عبد الدار بن قصى، وأبو الحارث بن علقمة، وطلحة بن عثمان، وعثمان، وشافع، أبو الجلاس، وأبو سعد، والحارث، والقاسط بن شريح، وأرطاة بن شرحبيل.

ثم أخبر عنهم، فقال: { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ } ، يعنى لأعطاهم الإيمان: { وَلَوْ أَسْمَعَهُم } ، يقول: ولو أعطاهم الإيمان، { لَتَوَلَّوا } ، يقول: لأعرضوا عنه: { وَّهُم مُّعْرِضُونَ } [آية: 23]، لما سبق لهم فى علم الله من الشقاء، وفيهم نزلت:وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً... } إلى آخر الآية [الأنفال: 35].

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ } في الطاعة فى أمر القتال، { إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } ، يعنى الحرب التى وعدكم الله، يقول: أحياكم بعد الذل، وقواكم بعد الضعف، فكان ذلك لكم حياء، { وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } ، يقول: يحول بين قلب المؤمن وبين الكفر، وبين قلب الكافر وبين الإيمان، { وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [آية: 24] في الآخرة، فيجزيكم بأعمالكم.

{ وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً } تكون من بعدكم، يحذركم الله، تكون مع على بن أبى طالب، { لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً } ، فقد أصابتهم يوم الجمل، منهم: طلحة، والزبير، ثم حذرهم فقال: { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَاب } [آية: 25] إذا عاقب.

ثم ذكرهم النعم، فقال: { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ } ، يعنى المهاجرين خاصة، { مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ } ، يعنى أهل مكة، { تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ } ، يعنى كفار مكة، نزلت هذه الآية بعد قتال بدر، يقول: { فَآوَاكُمْ } إلى المدينة والأنصار، { وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ } ، يعنى وقواكم بنصره يوم بدر، { وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } ، يعنى الحلال من الرزق وغنيمة بدر، { لَعَلَّكُمْ } ، يعنى لكى، { تَشْكُرُونَ } [آية: 26] تشكرون ربكم فى هذه النعم التى ذكرها فى هذه الآية.