الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ }

ثم قال: يا معشر العرب { أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } [آية: 27] يقول: أنتم أشد قوة من السماء لأنه قال:إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } [الإنفطار: 1] وإِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } [الانشقاق: 1] يقول: فما حالكم أنتم، يا بني آدم، وأنتم أضعف من السماء؟ ثم قال: { بَنَاهَا } { رَفَعَ سَمْكَهَا } يعني طولها مسيرة خمسمائة عام { فَسَوَّاهَا } [آية: 28] ليس فها خلل، قوله: { وَأَغْطَشَ } يقول وأظلم { لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } [آية: 29] يعني وأبرز، يقول: وأخرج شمسها، وإنما صارت مؤنثة لأن ظلمة الليل في السموات وظلمة الليل من السماء تجىء، قال: { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [آية: 30] يقول: بعد بناء السماء، بسطها من تحت الكعبة مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } [آية: 31] يقول: بحورها ونباتها لأن النبات والماء يكونان من الأرض { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } [آية: 32] يقول: أوتدها في الأرض لئلا تزول، فاستقرت بأهلها، ثم رجع إلى مرعاها، فقال فيها: { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } [آية: 33] يقول: معيشة لكم ولمواشيكم.