الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } * { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } * { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } * { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } * { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } * { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ }

ثم أخبر متى يقع بهم العذاب؟ فقال: يقع بهم العذاب { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } [آية: 8] من الخوف، يعني أسود غليظاً كدردي الزيت بعد الشدة والقوة { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } [آية: 9] فشبهها في اللين والوهن بالصوف المنفوش بعد القوة وذلك أوهن ما يكون من الصوف { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } [آية: 10] يعني قريب قريباً، يقولك لا يسأل الرجل قرابته، ولا يكلمه من شدة الأهوال { يُبَصَّرُونَهُمْ } يقول: يعرفونهم ولا يكلمونهم، وذلك قوله: فهم لا يتساءلونخَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ } [القلم: 43] خافضة أبصارهم ذليلة عند معاينة النار { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ } يعني الكافر { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } يوم القيامة { بِبَنِيهِ } [آية: 11] { وَصَاحِبَتِهِ } يعني امرأته { وَأَخِيهِ } [آية: 12] { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } [آية: 13] يعني رهطه وفخذه الأدنى الذي يأوي إليهم { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من شىء { ثُمَّ يُنجِيهِ } [آية: 14] يقول الله تعالى: { كَلاَّ } لا ينجيه ذلك لو افتدى بهذا كله، ثم استأنف فقال: { إِنَّهَا لَظَىٰ } [آية: 15] يعني بلظى استطالتها وقدرتها عليهم يعني النار { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } [آية: 16] يقول: تنزع النار الهامة، والأطراف فلا تبقى { تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ } يعني تدعو النار يوم القيامة، تقول: إلى أهلى فهذا دعاؤها لمن أدبر عن الإيمان { وَتَوَلَّىٰ } [آية: 17] يقول وأعرض عنه إلى الكفر قوله: { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } [آية: 18] يعني فأكثر من المال وأمسك فلم يؤد حق الله فيه.