الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ } * { أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلٰتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ } * { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً فَٱذْكُرُوۤاْ ءَالآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ ٱللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيۤ أَسْمَآءٍ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنْتُمْ وَآبَآؤكُمُ مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ }

{ وَ } أرسلنا { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً } ، ليس بأخيهم فى الدين، ولكن أخوهم فى النسب، { قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، يعنى وحدوا الله، { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } ، يقول: ما لكم رب غيره، { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } [آية: 65]، يعنى الشرك، أفلا توحدون ربكم.

{ قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ } ، وهم الكبراء لهود والقادة: { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } ، يعنى فى حمق، { وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ } ، يعنى لنحسبك { مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [آية: 66] فيما تقول فى نزول العذاب بنا.

{ قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ } ، يعنى حمق، { وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [آية: 67] إليكم.

{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي } فى نزول العذاب بكم فى الدنيا، { وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ } فيما أحذركم من عذابه، { أَمِينٌ } [آية: 68] فيما بينى وبينكم.

فقال الكبراء للضعفاء: ما هذا إلا بشر مثلكم، أفتتبعونه؟ فرد عليهم هود: { أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ } ، يعنى بيان من ربكم، { عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ } ، يعنى نفسه، { لِيُنذِرَكُمْ } العذاب فى الدنيا، { وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ } فى الأرض، { مِن بَعْدِ } هلاك { قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَسْطَةً } على غيركم، كان طول كل رجل منهم اثنى عشر ذراعاً ونصفاً، { فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ } ، يعنى نعم الله فوحدوه، { لَعَلَّكُمْ } ، يعنى لكى { تُفْلِحُونَ } [آية: 69] ولا تعبدوا غيره.

{ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ ٱللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ } عبادة { مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } من العذاب، { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [آية: 70] إن العذاب نازل بنا.

{ قَالَ } هود: { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } ، يعنى إثم وعذاب، { أَتُجَادِلُونَنِي فِيۤ أَسْمَآءٍ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنْتُمْ وَآبَآؤكُمُ } إنها آلهة، { مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } ، يعنى من كتاب لكم فيه حجة بأن معه شريكاً، { فَٱنْتَظِرُوۤاْ } العذاب { إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } [آية: 71] بكم العذاب.

{ فَأَنجَيْنَاهُ } ، يعنى هوداً، { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } من المؤمنين، { بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } ، يعنى بنعمة منا من العذاب، { وَقَطَعْنَا دَابِرَ } ، يعنى أصل القوم { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعنى بنزول العذاب، { وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ } [آية: 72]، يعنى مصدقين بالعذاب أنه نازل بهم، وهى الريح.