الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَٰتِنَا يَجْحَدُونَ }

{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ } ، يقول: اسقونا من الماء نشرب، { أَوْ } أطعمونا { مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } من الطعام نأكل، فإن فينا معارفكم وفيكم معارفنا، فرد عليهم أهل الجنة، { قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا } ، يعنى الطعام والشراب، { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [آية: 50]، وذلك أن الله عز وجل رفع أهل الجنة لأهل النار، فرأوا ما فيهما من الخير والرزق، فنادوا عند ذلك: { أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَو مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } من الشراب والطعام، قال لهم أهل الجنة: { إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }.

ثم نعتهم، فقال: { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ } الإسلام، { لَهْواً وَلَعِباً } ، يعنى لهوا عنه، ولعباً يعنى باطلاً، ودخلوا فى غير دين الإسلام { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } عن دينهم الإسلام، { فَٱلْيَوْمَ } فى الآخرة، { نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ } ، يقول: فاليوم فى الآخرة نتركهم فى النار، كما تركوا الإيمان، { لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا } ، يعنى بالبعث، { وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعنى بالقرآن { يَجْحَدُونَ } [آية: 51] بأنه ليس من الله.