الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } * { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ } * { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ }

ثم قال لأهل مكة: { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } ، يعني القرآن، { وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } ، يعني أرباباً، ثم أخبر عنهم، فقال: { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } [آية: 3]، يعني بالقليل أنهم لا يعقلون فيعتبرون.

ثم وعظهم، فقال: { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا } بالعذاب، { فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً } ، وهم نائمون، يعني ليلاً، { أَوْ } جاءهم العذاب، { هُمْ قَآئِلُونَ } [آية: 4]، يعني بالنهار.

{ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ } ، يقول: فما كان قولهم عند نزول العذاب بهم، { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [آية: 5]، لقولهم في حم المؤمنآمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ } [غافر: 84].

ثم قال: { فَلَنَسْأَلَنَّ } في الآخرة { ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ } ، يعني الأمم الخالية الذين أهلكوا في الدنيا: ما أجابوا الرسل في التوحيد؟ { وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } [آية: 6] ماذا أجيبوا في التوحيد؟