الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } * { وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } * { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

ثم وعظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر أبي جهل، فأخبر عن مصير المؤمنين والكفار، فقال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الشرك، { إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } [آية:201]، يقول: إن المتقين إذا أصابهم نزغ من الشيطان، تذكروا وعرفوا أنها معصية، ففزعوا منها من مخافة الله.

ثم ذكر الكافر، فقال: { وَإِخْوَانُهُمْ } ، يعني وأصحابهم، يعني إخوان كفار مكة هم الشياطين في التقديم، { يَمُدُّونَهُمْ } ، يعني يلجونهم، { فِي ٱلْغَيِّ } ، يعني الشرك والضلالة والمعاصى، { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } [آية: 202] عنها ولا يبصرونها كما قصر المتقون عنها حين أبصروها.

{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ } ، يعني بحديث من القرآن، وذلك حين أبطأ التنزيل بمكة، { قَالُواْ } ، قال كفار مكة: { لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } ، يعني هلا ابتدعتها من تلقاء نفسك يا محمد؛ لقولهم: ائت بقرآن غير هذا أو بدله من تلقاء نفسك، { قُلْ } لكفار مكة: { إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي } إذا أمرت بأمر اتبعته، { هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ } ، يعني برهان، يعني هذا القرآن بيان من ربكم، { وَ } القرآن { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [آية: 203]، يعني يصدقون بأن القرآن من الله.