الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } * { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } * { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } * { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } * { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } * { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } * { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } * { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ } * { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } * { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ }

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ } يقول: يعطيه ملكه الذي كان يكتب عمله في الدنيا نزلت هذه الآية في الاسود المخزومي قتله حمزة بن عبدالمطلب على الحوض ببدر { فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي } فيتمنى في الآخرة { لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } [آية: 25] { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } [آية: 26] { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } [آية: 27] فيتمنى الموت { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } [آية: 28] من النار { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [آية: 29] يقول: ضلت عني يومئد حجتي شهدت عليه الجوارح بالشرك، يقول الله لخزنة جهنم { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } [آية: 30] يعني غلوا يديه إلى عنقه { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } [آية: 31] يعني الباب السادس من جهنم فصلوه { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً } بالذراع الأول { فَاسْلُكُوهُ } [آية: 32] فأدخلوه فيه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كل ذراع منها بذراع الرجل الطويل من الخلق الأول، ولو أن حلقة منها وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص فكيف بابن آدم وهي عليك وحدك " قوله تعالى: { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } يعني لا يصدق الله { ٱلْعَظِيمِ } [آية: 33] بأنه واحد لا شريك له { وَلاَ يَحُضُّ } نفسه { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [آية: 34] يقول: كان لا يطعم المسكين في الدنيا، وفى قوله: في قولة: ابن مسعود { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ } في الآخرة { هَا هُنَا حَمِيمٌ } [آية: 35] يعني قريب يشفع له { وَلاَ } وليس له { طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } [آية: 36] يعني الذي يسيل من القيح والدم من أهل النار، يعني فليس له شراب إلا من حميم من عين من أصل الجحيم { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } [آية: 37] يعني المجرمين.