الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } * { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ } * { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ }

قوله: { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً } يعني خراجاً على الإيمان { فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } [آية: 46] يقول: أثقلهم الغرم فلا يستطيعون الإكثار من أجل الغرم { أَمْ عِندَهُمُ } يقول: أعندهم علم { ٱلْغَيْبُ } بأن الله لا يبعثهم وأن الذى يقول محمد غير كائن، أم عندهم بذلك كتاب { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } [آية: 47] ما شاءوا، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم { فَٱصْبِرْ } على الأذى { لِحُكْمِ رَبِّكَ } يعني لقضاء ربك الذى هو آت عليك { وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } يعني يونس بن متى من أهل نينوى، عليه السلام، يقول لا تضجر كما ضجر يونس بن فإنه لم يصبر، يقول: لا تعجل كما عجل يونس، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى فتعاقب كما عوقب يونس { إِذْ نَادَىٰ } ربه في بطن الحوت وكان نداؤه في سورة الأنبياء:لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [الآية: 87].

ثم قال: { وَهُوَ مَكْظُومٌ } [آية: 48] يعني مكروب في بطن الحوت يعني السمكة { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ } [آية: 49] ولكن تداركه نعمة يعني رحمة من ربه فنبذناه بالعراء وهو سقيم والعراء البراز يعني لألقى بالبراز وهو مذموم.