الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } * { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ }

فرد عليه قومه، فقال: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } برب واحد، { وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } ، يعنى ولم خلطوا تصديقهم بشرك، فلم يعبدوا غيره، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } [آية: 82] من الضلالة، فأقروا بقول إبراهيم، وفلح عليهم، فذلك قوله: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ } فى أمره { عَلِيمٌ } [آية: 83] بخلقه.

ثم قال: { وَوَهَبْنَا لَهُ } ، يعنى إبراهيم، { إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا } للإيمان، { وَنُوحاً هَدَيْنَا } إلى الإسلام { مِن قَبْلُ } إبراهيم، { وَمِن ذُرِّيَّتِهِ } ، يعنى من ذرية نوح، { دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ } ، يعنى هكذا، { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [آية: 84]، يعنى هؤلاء الذين ذكرهم الله، { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } [آية: 85]، { وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا } بالنبوة من الجن والإنس { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [آية: 86].

{ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ } ، يعنى واستخلصناهم بالنبوة، { وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [آية: 87]، يعنى الإسلام، { ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ } ، يعنى ثمانية عشر نبياً، { مِنْ عِبَادِهِ } ، فيعطيه النبوة، { وَلَوْ أَشْرَكُواْ } بالله، { لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [آية: 88].

ثم ذكر ما أعطى النبيين، فقال: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } ، يعنى أعطيناهم الكتاب، يعنى كتاب إبراهيم، والتوراة، والزبور، والإنجيل، { وَٱلْحُكْمَ } ، يعنى العلم والفهم، { وَٱلنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلاۤءِ } من أهل مكة بما أعطى الله النبيين من الكتب، { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } ، يعنى بالكتب، { قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } [آية: 89]، يعنى أهل المدينة من الأنصار.

ثم ذكر النبيين الثمانية عشر، فقال: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } لدينه، { فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } ، يقول للنبى صلى الله عليه وسلم: فبسنتهم اقتد، { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } ، يعنى على الإيمان بالقرآن، { أَجْراً } ، يعنى جميلاً، { إِنْ هُوَ } ، يعنى ما القرآن { إِلاَّ ذِكْرَىٰ } ، يعنى تذكرة { لِلْعَالَمِينَ } [آية: 90].