الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } * { قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّٰلِمُونَ } * { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ ءَامَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ قُلْ } لكفار مكة يا محمد: { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ } ، فلم تسمعوا شيئاً، { وَخَتَمَ } ، يعنى وطبع { عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } ، فلم تعقلوا شيئاً، { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ } ، يعنى هل أحد يرده إليكم دون الله، { ٱنْظُرْ } يا محمد { كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } ، يعنى العلامات فى أمور شتى فيما ذكر من تخويفهم من أخذ السمع والأبصار والقلوب، وما صنع بالأمم الخالية، { ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } [آية: 46]، يعنى يعرضون، فلا يعتبرون.

ثم قال يعنيهم: { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً } ، يعنى فجأة لا تشعرون حتى ينزل بكم، { أَوْ جَهْرَةً } ، أو معاينة ترونه حين ينزل بكم القتل ببدر، { هَلْ يُهْلَكُ } بذلك العذاب، { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّالِمُونَ } [آية: 47]، يعنى المشركون.

{ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } بالجنة، { وَمُنذِرِينَ } من النار، { فَمَنْ آمَنَ } ، يعنى فمن صدق، { وَأَصْلَحَ } العمل، { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [آية: 48]، نظيرها فى الأعراف.