الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } * { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } * { فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

يقول: { فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا } ، يعنى الشدة والبلاء، { تَضَرَّعُواْ } إلى الله وتابوا إليه لكشف ما نزل بهم من البلاء، { وَلَـٰكِن قَسَتْ } ، يعنى جفت { قُلُوبُهُمْ } ، فلم تلن، { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } [آية: 43] من الشرك والتكذيب، { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } ، يعنى فلما تركوا ما أمروا به، يعنى وعظوا به، يعنى الأمم الخالية مما دعاهم الرسل فكذبوهم، فـ { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ } ، يعنى أرسلنا عليهم { أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } ، يعنى أنواع الخير من كل شىء بعد الضر الذى كان نزل بهم، نظيرها فى الأعراف، { حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ } ، يعنى بما أعطوا من أنواع الخير وأعجبهم ما هم فيه، { أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } ، يعنى أصبناهم بالعذاب بغتة، يعنى فجأة أعز ما كانوا، { فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } [آية: 44]، يعنى فإذا هم مرتهنون آيسون من كل خير.

{ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ } ، يعنى أصل القوم، { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، يعنى أشركوا، فلم يبق منهم أحد، { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [آية: 45] فى هلاك أعدائه، يخوف كفار مكة.