الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }

{ وَأَنَّ هَـٰذَا } الذي ذكر في هذه الآيات من أمر الله ونهيه، { صِرَاطِي مُسْتَقِيماً } ، يعني ديناً مستقيماً، { فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ } ، يعني طرق الضلالة فيما حرموا، { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } ، يعني فيضلكم عن دينه، { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ } ، يعني لكى، { تَتَّقُونَ } [آية: 153]، فهذه الآيات المحكمات لم ينسخهن شىء من جميع الكتب، وهن محكمات على بنى آدم كلهم.

{ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } ، يعني أعطيناه التوراة، { تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } ، يقول: تمت الكرامة على من أحسن منهم في الدنيا والآخرة، فتمم الله لبني إسرائيل ما وعدهم من قوله:وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ... } إلى آيتين [القصص: 5، 6]. ثم قال: { وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ } والتوراة { وَهُدًى } من الضلالة، { وَرَحْمَةً } من العذاب، { لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } [آية: 154]، يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال.

{ وَهَـٰذَا } القرآن { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ } ، فهو بركة لمن آمن به، { فَٱتَّبِعُوهُ } ، فاقتدوا به، { وَٱتَّقُواْ } الله { لَعَلَّكُمْ } ، يعني لكي { تُرْحَمُونَ } [آية: 155] فلا تعذبوا.