الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } * { وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ }

{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ } ، يعنى أو من كان ضالاً فهديناه، نزلت فى النبى صلى الله عليه وسلم، { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } ، يعنى إيماناً { يَمْشِي بِهِ } ، يعنى يهتدى به { فِي ٱلنَّاسِ } ، أهو { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَاتِ } ، يعنى كشبه من هو فى الشرك، يعنى أبا جهل، { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } ، يعنى من الشرك، يعنى ليس بمهتد، هو فهيا متحير لا يجد منفذاً، ليسا بسواء، { كَذَلِكَ } ، يعنى هكذا، { زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ } ، يعنى للمشركين، { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [آية: 122]، يعنى أبا جهل، وذلك أنه قال: زحمتنا بنو عبد مناف فى الشرف، حتى إذا صرنا كفرسى رهان، قالوا: منا نبى يوحى إليه، فمن يدرك هذا والله لا نؤمن به ولا نتبعه أبداً، أو يأتينا وحى كما يأتيه، فأنزل الله عز وجل: { وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ... } إلى آخر الآية.

{ وَكَذٰلِكَ } ، يعنى وهكذا، { جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ } خلت، يعنى عصت، { أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا } ، يعنى جبابرتها وكبراءها، جعلنا بمكة المستهزئين من قريش، { لِيَمْكُرُواْ فِيهَا } ، يعنى فى القرية بالمعاصى حين أجلسوا فى كل طريق أربعة منهم، يقول الله: { وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ } ، وما معصيتهم إلا على أنفسهم، { وَمَا يَشْعُرُونَ } [آية: 123].

{ وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ } ، يعنى انشقاق القمر، والدخان، { قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ } ، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم وحده، يقول الله: { ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } ، الله أعلم حيث يختص بنبوته من يشاء، { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ } يعني مذلة، { وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ } [آية: 124]، يعنى يقولون، لقولهم: لو كان هذا القرآن حقاً، لنزل على الوليد ابن المغيرة، أو على أبى مسعود الثقفى، وذلك قولهم:لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [الزخرف: 31].