الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ }

قوله تعالى: { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } يعني طيبة به نفسه على أهل الفاقة { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } [آية: 11] يعني جزاء حسناً في الجنة، نزلت في أبى الدحداح الأنصارى { يَوْمَ تَرَى } يا محمد { ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } على الصراط { يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } دليل إلى الجنة { وَبِأَيْمَانِهِم } يعني بتصديقهم في الدنيا، أعطوا النور في الآخرة على الصراط، يعني بتوحيد الله تعالى، تقول الحفظة لهم: { بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [آية: 12] { يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } وهم على الصراط { ٱنظُرُونَا } يعني ارقبونا { نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } فمنضي معكم { قِيلَ } يعني قالت الملائكة: { ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُوراً } من حيث جئتم فالتمسوا نوراً من الظلمة، فرجعوا فلم يجدوا شيئاً { فَضُرِبَ } الله { بَيْنَهُم } يعني بين أصحاب الأعراف وبين المنافقين { بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ } يعني بالسور حائط بين أهل الجنة وبين أهل النار { بَاطِنُهُ } يعني باطن السور { فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ } وهو مما يلي الجنة { وَظَاهِرُهُ } من قبل النار، وهو الحجاب ضرب بين أهل الجنة والنار، وهوالسور، والأعراف ما ارتفع من السور، { ٱلرَّحْمَةُ } يعني الجنة، { مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ } [آية: 13].