الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } * { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } * { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } * { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } * { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } * { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } * { لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } * { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } * { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } * { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } * { عُرُباً أَتْرَاباً } * { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ }

ثم قال: { وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } [آية: 27] يقول: ما لأصحاب اليمين من الخير، ثم ذكر ما أعد الله لهم من الخير في الآخرة، فقال: { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } [آية: 28] يعني الذي لا شوك له كسدر أهل الدنيا { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } [آية: 29] يعني المتراكب بعضه فوق بعض، نظيرها:لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } [ق: 10]، يعني المنضود { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [آية: 30] دائم لا يزول لا شمس فيه كمثل ما يزول الظل في الدنيا { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } [آية: 31] يعني منصباً كثيراً { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ } عنهم أبداً هى لهم أبداً في كل حين وساعة { وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [آية: 33] يقول: ولا يمنعونها ليست لها خشونة ألين من الزبد وأحلى من العسل.

{ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } [آية: 34] فوق السرر بعضها فوق بعض على قدر سبعين غرفة من غرف الدنيا { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } [آية: 35] يعني ما ذكر من الحور العين قبل ذلك، فنعتهن في التقديم يعني نشأ أهل الدنيا العجز الشمط، يقول: خلقهن في الآخرة خلقاً بعد الخلق الأول في الدنيا { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } [آية: 36] يعني شواباً كلهن على ميلاد واحد بنات ثلاث ثلاثين سنة { عُرُباً أَتْرَاباً } [آية: 37] يقول: هذا الذي ذكر { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } [آية: 48].

ثم أخبر عنهم، فقال: { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } [آية: 39] يعني جمع من الأولين، يعني الأمم الخالية { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } [آية: 40] يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن أمة محمد أكثر أهل الجنة، وهم سابقو الأمم الخالية ومقربوها.

حدثنا عبدالله، قال: حدثني أبي، حدثنا أبو صالح، عن مقاتل، عن محمد بن علي، عن ابن عباس، قال: إن أهل الجنة مائة وعشرون صفاً فأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثمانون صفاً، وسائر الأمم أربعون صفاً، وسابقوا الأمم ومقربوها أكثر من سابقي هذه الأمة ومقربيها.