الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } * { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } * { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } * { فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ }

{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ } لا يكبرون أبداً { كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } [آية: 24] يقول: كأنهم في الحسن والبياض مثل اللؤلؤ المكنون في الصدف لم تمسسه الأيدي، ولم تره الأعين، ولم يخطر على قلب بشر { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } [آية: 25] يقول: إذا زار بعضهم بعضاً في الجنة فيتساءلون بينهم عما كانوا فيه من الشفقة في الدنيا، فذلك قوله: { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } [آية: 26] من العذاب { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } بالمغفرة { وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } [آية: 27] يعني الريح الحارة في جهنم، وما فيها من أنواع العذاب { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ } في الدنيا { نَدْعُوهُ } ندعو الرب { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ } الصادق في قوله: { ٱلرَّحِيمُ } [آية: 28] بالمؤمنين { فَذَكِّرْ } يا محمد أهل مكة { فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } يعني برحمة ربك، وهو القرآن { بِكَاهِنٍ } يبتدع العلم من غير وحي { وَلاَ مَجْنُونٍ } [آية: 29] كما يقول كفار مكة.