الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } * { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } * { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } * { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } * { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } * { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } * { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ }

{ هَلْ أَتَاكَ } يعني قد أتاك يا محمد { حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ } [آية: 24] يعني جبريل وميكائيل، ووملك آخر أكرمهم إبراهيم، وأحسن القيام، ورأى هيئتهم حسنة، وكان لا يقوم على رأس ضيف قبل هؤلاء، فقام هو وأمرأته سارة لخدمتهم، فسلمت الملائكة على إبراهيم { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً } فرد عليهم إبراهيم فـ { ِقَالَ سَلاَمٌ } ثم قال: { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } [آية: 25] يقول: أنكرهم إبراهيم، صلىالله عليه، وظن أنهم من الإنس { فَرَاغَ } يعني فمال { إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ } إليهم { بِعِجْلٍ سَمِينٍ } [آية: 26] { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ } وهو مشوي و { قَالَ } إبراهيم { أَلاَ تَأْكُلُونَ } [آية: 27] فقالوا: يا إبراهيم، لا نأكل إلا بالثمن، قال إبراهيم: كانوا وأعطوا الثمن، فقالوا: وما ثمنه؟ قال: إذا أكلتم فقولوا بسم الله، وإذا فرغتم، فقولوا: الحمد لله، فعجبت الملائكة لقوله فلما رأى إبراهيم عليه السلام، أيدي الملائكة لا تصل إلى العجل.

{ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } فخاف وأخذته الرعدة وضحكت امرأته سارة، وهي قائمة من رعدة إبراهيم، وقالت في نفسها: إبراهيم معه أهله، وولده، وخدمه وهؤلاء ثلاثة نفر، فقال جبريل، صلى الله عليه، لسارة: أيتها الصالحة، إنك ستلدين غلاماً، فذلك قوله: { قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ } يعني إسحاق { عَلَيمٍ } [آية: 28] يعني حليم { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ } سارة { فِي صَرَّةٍ } يعني في صيحة،وقالت أوه يا عجباه { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } فضربت بيدها جبينها، أو خدها تعجباً { وَقَالَتْ عَجُوزٌ } من اكلبر { عَقِيمٌ } [آية: 29] من الولد { قَالُواْ } قال جبريل، صلى الله عليه: { كَذَلِكِ } يعني هكذا { قَالَ رَبُّكِ } ستلدين غلاماً { إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ } حكم أمر الولد في بطن سارة { ٱلْعَلِيمُ } [آية: 30] يخلقه، فلما رأى إبراهيم، عليه السلام، أنهم الملائكة { قَالَ } لهم { فَمَا خَطْبُكُمْ } يعني ما أمركم { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } [آية: 31] { قَالُوۤاْ } قال جبريل، صلى الله عليه وسلم: { إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } [آية: 32] يعني كفاراً ظلمة يعنون قوم لوطٍْ { لِنُرْسِلَ } يعني لكي نرسل { عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } [آية: 33] خلطة الحجارة، الطين ملزق بالحجر.

{ مُّسَوَّمَةً } يعني معلمة { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } [آية: 34] يعني المشركين والشرك أسرف الذنوب وأعظمها { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا } يعني في قرية لوط { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [آية: 35] يعني المصدقين بتوحيد الله تعالى { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [آية: 36] يعني مخلصين فهو لوط وابنتيه ريثا الكبرى زعونا للصغرى { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً } عبرة لمن بعدهم { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [آية: 37] يعني الوجيع.