قوله سبحانه: { لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ } ، وهو الرجل يحلف على أمر وهو يرى أنه فيه صادق وهو كاذب، فلا إثم عليه ولا كفارة، { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ } ، يقول: بما عقد عليه قلبك، فتحلف وتعلم أنك كاذب، { فَكَفَّارَتُهُ } ، يعنى كفارة هذا اليمين الذى عقد عليها قلبه وهو كاذب، { إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ } ، لكل مسكين نصف صاع حنطة، { مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ } ، يعنى من أعدل ما تطعمون { أَهْلِيكُمْ } من الشبع، نظيرها فى البقرة:{ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } [البقرة: 143]، يعنى عدلاً، قال سبحانه فى ن:{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ } [القلم: 28]، يعنى أعدلهم، يقول: ليس بأدنى ما تأكلون ولا بأفضله. ثم قال سبحانه: { أَوْ كِسْوَتُهُمْ } ، يعنى كسوة عشرة مساكين، لكل مسكين عباءة أو ثوب، { أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ } ما، سواء أكان المحرر يهودياً، أو نصرانياً، أو مجوسياً، أو صابئياً، فهو جائز، وهو بالخيار فى الرقبة، أو الطعام، أو الكسوة، { فَمَن لَّمْ يَجِدْ } من هذه الخصال الثلاث شيئاً، { فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ } ، وهى فى قراءة ابن مسعود متتابعات، { ذٰلِكَ } الذى ذكر الله عز وجل { كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ } ، فلا تتعمدوا اليمين الكاذبة، { كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آية: 89] ربكم فى هذه النعم، إذ جعل لكم مخرجاً فى أيمانكم فيما ذكر فى الكفارة.