الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

ثم قال: { هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني كفار مكة { وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } أن تطوفوا به { وَ } صدوا { وَٱلْهَدْيَ } في عمرتكم يوم الحديبية { مَعْكُوفاً } يعني محبوساً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في عمرته مائة بدنة، ويقال: ستين بدنة، فمنعوه { أَن يَبْلُغَ } الهدي { مَحِلَّهُ } يعني منحره.

ثم قال: { وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ } أنهم مؤمنون { أَن تَطَئُوهُمْ } بالقتل بغير علم تعلمونه منهم { فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعني فينالكم من قتلهم عنت فيها تقديم، لأدخلكم من عامكم هذا مكة { لِّيُدْخِلَ } لكي يدخل { ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } منهم عياش بن أبي ربيعة، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو، والوليد بن المغيرة، وسلمة بن هشام بن المغيرة، كلهم من قريش، وعبد الله بن أسد الثقفي.

يقول: { لَوْ تَزَيَّلُواْ } يقول: لو اعتزل المؤمنون الذين بمكة من كفارهم { لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } يعني كفار مكة { عَذَاباً أَلِيماً } [آية: 25] يعني وجيعاً، وهو القتل بالسيف.