الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ }

{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } ، فيقول لهم الرب تعالى: { أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي } ، يعني القرآن، { تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } ، يقول: تقرأ عليكم، { فَٱسْتَكْبَرْتُمْ } ، يعني تكبرتم عن الإيمان بالقرآن، { وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } [آية: 31]، يعني مذنبين مشركين.

قوله: { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } ، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " إن البعث حق " ، { وَٱلسَّاعَةُ } ، يعني القيامة، { لاَ رَيْبَ فِيهَا } ، يعني لا شك فيها أنها كائنة، { قُلْتُم } يا أهل مكة: { مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ } ، يعني ما نظن { إِلاَّ ظَنّاً } على غير يقين، { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } [آية: 32] بالساعة أنها كائنة.

{ وَبَدَا لَهُمْ } ، يقول: وظهر لهم في الآخرة، { سَيِّئَاتُ } ، يعني الشرك، { مَا عَمِلُواْ } في الدنيا حين شهدت عليهم الجوارح، { وَحَاقَ } ، يقول: ووجب العذاب، { بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ } بالعذاب { يَسْتَهْزِئُونَ } [آية: 33] أنه غير كائن.

وقال لهم الخزنة في الآخرة: { وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ } ، يقول: نترككم في العذاب، { كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } ، يقول كما تركتم إيماناً بهذا اليوم، يعني البعث، { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } [آية: 34]، يعني مانعين من النار.

{ ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ } ، يقول: إنما نزل بكم العذاب في الآخرة بأنكم { ٱتَّخَذْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعني كلام الله، { هُزُواً } ، يعني استهزاء، حين قالوا: ساحر، وشاعر، وأساطير الأولين، { وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } عن الإسلام، { فَٱلْيَوْمَ } في الآخرة، { لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } [آية: 35].