الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } * { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } * { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } * { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } * { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }

يقول الله تعالى: { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ } في الآخرة الاعتذار، { إِذ ظَّلَمْتُمْ } ، يقول: إذ أشركتم في الدنيا، { أَنَّكُمْ } وقرناءكم من الشياطين { فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } [آية: 39].

يقول: { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ } الذين لا يسمعون الإيمان، يعني الكفار، { أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ } الذين لا يبصرون الإيمان، { وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [آية: 40]، نزلت في رجل من كفار مكة، يعني بين الضلالة.

قوله: { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } ، يقول: فنميتك يا محمد، { فَإِنَّا مِنْهُم } ، يعني كفار مكة، { مُّنتَقِمُونَ } [آية: 41] بعدك بالقتل يوم بدر.

{ أَوْ نُرِيَنَّكَ } في حياتك، { ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ } من العذاب ببدر، { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } [آية: 42].

{ فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ } من القرآن، { إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [آية: 43]، يعني دين مستقيم.

{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ } ، يقول: القرآن لشرف لك، { وَلِقَوْمِكَ } ، ولمن آمن منهم، { وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } [آية: 44] في الآخرة عن من يكذب به.

ثم قال: { وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا } ، يعني الذين أرسلنا إليهم، { مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } [آية: 45]، يقول: سل يا محمد مؤمنى أهل الكتاب هل جاءهم رسول يدعوهم إلى غير عبادة الله؟.