الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } * { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } * { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

{ حـمۤ } [آية: 1]. { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } [آية: 2]، يعني البين ما فيه.

{ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً }؛ ليفقهوا مافيه، ولو كان غير عربي ما عقلوه، { لَّعَلَّكُمْ } ، يقول: لكي، { تَعْقِلُونَ } [آية: 3] مافيه.

ثم قال: { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ } ، يقول لأهل مكة: إن كذبتم بهذا القرآن، فإن نسخته في أصل الكتاب؛ يعني اللوح المحفوظ، { لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ } ، يقول: عندنا مرفوع، { حَكِيمٌ } [آية: 4]، يعني محكم من الباطل.

قوله: { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً } ، يقول لأهل مكة: أفنذهب عنكم هذا القرآن سدى لا تسألون عن تكذيب به، { أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } [آية: 5]، يعني مشركين.

{ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } [آية: 6].

{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ } ، ينذرهم العذاب، { إِلاَّ كَانُواْ بِهِ } ، يعني بالعذاب، { يَسْتَهْزِئُونَ } [آية: 7] بأنه غير نازل بهم.

{ فَأَهْلَكْنَآ } بالعذاب { أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً } ، يعني قوة، { وَمَضَىٰ مَثَلُ } ، يعني شبه، { ٱلأَوَّلِينَ } [آية: 8] في العقوبة، حين كذبوا رسلهم، يقول: هكذا أمتك يا محمد في سنة من مضى من الأمم الخالية في الهلاك.

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } ، يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: لئن سألت كفار مكة: { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه، { ٱلْعَلِيمُ } [آية: 9] بخلقه.

ثم دل على نفسه بصنعه ليوحد، فقال: { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً } ، يعني فرشاً، { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } ، يعني طرقاً تسلكونها، { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [آية: 10]، يقول: لكي تعرفوا طرقها.