الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } * { لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } * { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ }

يقول: { وَضَلَّ عَنْهُم } في الآخرة، { مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ } ، يقول: يعبدون، يقول: ما عبدوا فى الدنيا { مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ } ، يعني وعلموا، { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } [آية: 48]، يعني من فرار من النار.

{ لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ } ، يقول: لا يمل الكافر، { مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ } ، يقول: لا يزال يدعو ربه الخير والعافية، { وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ } ، يعني البلاء والشدة، { فَيَئُوسٌ } من الخير، { قَنُوطٌ } [آية: 49] من الرحمة.

ثم قال: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا } ، يقول: ولئن آتيناه خير وعافية، { مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ } ، يعني بعد بلاء وشدة أصابته، { لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي } ، يقول: أنا أحق بهذا، يقول: { وَمَآ أَظُنُّ } ، يقول: ما أحسب { ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً } ، يعني القيامة كائنة، ثم قال الكافر: { وَلَئِن رُّجِّعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ } في الآخرة إن كانت آخرة، { إنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } ، يعني الجنة كما أعطيت في الدنيا، يقول الله تعالى: { فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ } من أعمالهم الخبيثة، { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } [آية: 50]، يعني شديد لا يقتر عنهم، وهم فيه مبلسون.