الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } * { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ }

ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا، فيوحدوه، فقال تعالى: { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعنى قبل أهل مكة من الأمم الخالية يعنى عاداً، وثمود، وقوم لوط، { كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ } من أهل مكة عدداً { وَأَشَدَّ قُوَّةً } يعنى بطشاً، { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } يعنى أعمالاً وملكاً فى الأرض، فكان عاقبتهم العذاب { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [آية: 82] فى الدنيا حين نزل بهم العذاب، يقول: ما دفع عنهم العذاب أعمالهم الخبيثة.

{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } يعنى بخير العذاب أنه نازل بهم { فَرِحُواْ } فى الدنيا يعنى رضوا { بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } فقالوا: لن نعذب { وَحَاقَ بِهِم } يعنى وجب العذاب لهم بـ { مَّا كَانُواْ بِهِ } بالعذاب { يَسْتَهْزِئُونَ } [آية: 83] أنه غير كائن.

يقول تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } يعنى عذابنا فى الدنيا { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ } لا شريك له { وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } [آية: 84].

يقول الله عز وجل: { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } يعنى عذابنا فى الدنيا، يقول: لم يك ينفعهم تصديقهم بالتوحيد حين رأوا عذابنا { سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } بالعذاب فى الذين خلوا من قبل يعنى فى الأمم الخالية إذا عاينوا العذاب لم ينفعهم إيمانهم إلا قوم يونس، فإنه رفع عنه العذاب { وَخَسِرَ هُنَالِكَ } يقول: غبن عند ذلك { ٱلْكَافِرُونَ } [آية: 85] بتوحيد الله عز وجل، فاحذروا يا أهل مكة سنة الأمم الخالية، فلا تكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم.

قال مقاتل: فرعون أول من طبخ الآجر، وبنى به، وقال: قتل جعفر ذو الجناحين، وابن رواحة، وزيد بنحارثة، بمؤتة قتلهم غسان، وقتل خالد بن الوليد يوم فتح مكة من بنى جذيمة سبعين رجلاً.

قال مقاتل: عاد، وثمود ابنا عم، وموسى، وقارون ابنا عم، وإلياس، واليسع ابنا عم، ويحيى، وعيسى ابنا خالة.

قال مقاتل: أم عبدالمطلب سلمى بنت زيد بن عدى، من بنى عدى بن النجار، وأم النبى صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب، من بنى عبد مناف بن زهرة.