الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } * { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }

ثم ضرب مثل المؤمن، ومثل الكافر، فقال تعالى: { وَمَا يَسْتَوِي } فى الفضل { ٱلأَعْـمَىٰ } يعنى الكافر { وَٱلْبَصِيرُ } يعنى المؤمن { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ } يعنى وما يستوى فى الفضل المؤمن المحسن، ولا الكافر المسىء { قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } [آية: 58].

قوله: { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا } يعنى كائنة لا شك فيها { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } [آية: 59] يعنى كفار مكة أكثرهم لا يصدقون بالبعث.

{ وَقَالَ رَبُّكُـمْ } لأهل اليمن: { ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ، ثم ذكر كفار مكة، فقال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي } يعنى عن التوحيد { سَيَدْخُلُونَ } فى الآخرة { جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [آية: 60] يعنى صاغرين.

ثم ذكر النعم، فقال تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً } لابتغاء الرزق، فهذا فضله، فذلك قوله سبحانه: { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } يعنى كفار مكة { وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } [آية: 61] ربهم فى نعمه فيوحدونه.