الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ } * { ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } * { وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } * { أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ }

ثم وعظهم ليتفكروا، فقال: { وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ } ولم يكن رآه المؤمن قط، و { مِن قَبْلُ } موسى { بِٱلْبَيِّنَاتِ } يعنى ببينات تعبير رؤيا الملك البقرات السبع بالسنين.

{ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ } يعنى مما أخبركم من تصديق الرؤيا { حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ } عنى مات { قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ } يعنى هكذا { يُضِلُّ ٱللَّهُ } عن الهدى إضمار { مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } يعنى من هو مشرك { مُّرْتَابٌ } [آية: 34] يعنى شاك فى الله عز وجل، لا يوحد الله تعالى.

قوله: { ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ } يعنى بغير حجة { أَتَاهُمْ } من الله { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } نزلت فى المستهزئين من قريش يقول: { كَذَلِكَ } يعنى هكذا { يَطْبَعُ ٱللَّهُ } يعنى يختم الله عز وجل بالكفر { عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [آية: 35] يعنى قتال يعني فرعون تكبر عن عبادة الله عز وجل، يعنى التوحيد كقوله:إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً } [القصص: 19]، يعنى قتالاً.

{ وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً } يعنى قصراً مشيداً من آجر { لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } [آية: 36] { أَسْبَابَ ٱلسَّمَاوَاتِ } يعنى أبواب السموات السبع يعنى باب كل سماء إلى السابعة { فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } ثم قال فرعون لهامان: { وَإِنِّي لأَظُنُّهُ } يعنى إنى لأحسب موسى { كَاذِباً } فيما يقول: إن فى السماء إلهاً، { وَكَـذَلِكَ } يقول: وهكذا { زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ } أن يطلع إلى إله موسى، قال: { وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } يقول: وصد فرعون الناس حين قال لهم: ما أريكم إلا ما أرى فصدهم عن الهدى { وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } [آية: 37] يقول: وما قول فرعون إنه يطلع إلى إله موسى إلا خسار.