الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ } * { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ } * { وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } * { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

وقال المؤمن: { يٰقَومِ } لأنه قبطى مثلهم { لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي ٱلأَرْضِ } يعنى أرض مصر على أهلها { فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ } يقول: فمن يمنعنا من عذاب الله عز وجل { إِن جَآءَنَا } لما سمع فرعون قول المؤمن { قَالَ } عدو الله { فِرْعَوْنُ } عند ذلك لقومه: { مَآ أُرِيكُمْ } من الهدى { إِلاَّ مَآ أَرَىٰ } لنفسى { وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } [آية: 29] يقول: وما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى، بل يدلهم على سبيل الغى.

{ وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ } يعنى صدق بتوحيد الله عز وجل { يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } فى تكذيب موسى { مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ } [آية: 30] يعنى مثل أيام عذاب الأمم الخالية الذين كانوا رسلهم { مِثْلَ دَأْبِ } يعنى مثل أشباه { قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ } [آية: 31] فيعذب على غير ذنب.

ثم حذرهم المؤمن عذاب الآخرة، فقال: { وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } [آية: 32] يعنى يوم ينادى أهل الجنة أهل النارأَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً } [الأعراف: 44] وينادى أصحاب النار أصحاب الجنة:أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } [الأعراف: 50].

ثم أخبر المؤمن عن ذلك اليوم، فقال: { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ } يعنى بعد الحساب إلى النار ذاهبين، كقوله:فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ } [الصافات: 90] يعنى ذاهبين إلى عيدهم { مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } يعنى من مانع يمنعكم من الله عز وجل { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن الهدى { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [آية: 33] يعنى من أحد يهديه إلى دين الله والله عز وجل.