الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } * { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } * { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً }

{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } ، يعنى لا ينقص وزن أصغر من الذرة من أموالهم، { وَإِن تَكُ حَسَنَةً } واحدة { يُضَاعِفْهَا } حسنات كثيرة، فلا أحد أشكر من الله عز وجل، { وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } [آية: 40]، يقول: ويعطى من عنده فى الآخرة جزاء كثيراً، وهى الجنة، ثم خوفهم، فقال تعالى: { فَكَيْفَ } بهم { إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } ، يعنى نبيهم، وهو شاهد عليهم بتبليغ الرسالة إليهم من ربهم، { وَجِئْنَا بِكَ } يا محمد { عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [آية: 41]، يعنى كفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسالة.

ثم أخبر عن كفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ } ، وذلك بأنهم قالوا فى الآخرة: والله ربنا ما كنا مشركين، فشهدت عليهم الجوارح بما كتمت ألسنتهم من الشرك، فودوا عند ذلك أن الأرض انشقت فدخلوا فيها فاستوت عيلهم، { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } [آية: 42]، يعنى الجوارح حين شهدت عليهم.